الذكرى الخمسين لوفاة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس

القى الشريف الادريسي ارغيوا المختار كلمة امام رؤساء واعضاء ومحبي الشرفاء المنضوين تحت لواء الرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة بالمغرب

بمناسة الذكرى الخمسين لوفاة المغفور له جلالة الملك محمد الحامس طيب الله تراه في البداية اشار الى بعض المحطات الخالدة من تاريخ الشرفاء الأدارسة داخل المغرب وخارجه حيث ان تاريخ اادارسة كان حافلا بالبطولات والأمجاد والمواقف المشرفة عبر العصور فمنذ ان تزوج المولى ادريس الاكبر كنزة الأمازيغية في سياق بناء المجتمع المغربي تحت بيعته الدينية بما هي حق الله كان حق الرحم قد اندمج في هذا المعنى مما شكل مفهوم الاسرة الوطنية وهذا من اهم اللطائف في خصوصيات المكون الديني للمجتمع المغربي تحت بيعته الدينية بما هي حق الله كان حق الرحم قد اندمج في هذا المعنى مما شكل مفهوم الاسرة الوطنية وهذا من اهم اللطائف في خصوصيات المكون الديني للمجتمع المغربي واستمرار المغرب في تطوره التاريخي على وفاق من المرجعية الدينية للسلطة السياسية في البلاد تحت صيغة (امارة المؤمنين) بدلالتها الشمولية عقيدة ورحما الى عهد الدولة العلوية وهذا المعنى العظيم لا يزداد الا قوة ورسوخا ولا تزداد آثاره الا شمولا ووضوحا .

لقد كان الأدارسة نموذجا يحتدى بهم في جميع المجالات في جميع المجالات ففي مجال العلم والمعرفة نجد المولى ادريس الاول هو اول من اسس خزانة كتبية في المغرب ويذكر لنا التاريخ ان حفيد المولى يحي الرابع كانت له مكتبة كبرى ممزوجة بالمنتوجات المشرقية والمغربية وان الشريف الادريسي من الأعلام الذين ذاع صوتهم عبر العالم لسبقه في وضع خريطة للعالم وكذلك الطبيب عمر الادريسي في نشر قيم التسامح والأخلاق عبر انشاء زوايا وطرق صوفية معتدلة داخل المغرب وخارجه من بين الطرق على سبيل المثال الطرقية الشاذلية نسبة لسيدي احمد بن عيسى والطريقة العلوية نسبة لسيدي محمد على وغيرها من الطرق الصوفية …اما في مجال الفتوحات فقد قام الأدارسة بدور فعال في تحقيق الحرية والاستقلال لشعوبهم عبر مختلف الدول العربية ما فعل الشريف الأمير عبد القادر في الجزائر وبنو حمو في الأندلس والسنوسي في ليبيا وغيرهم اما عن دور الشرفاء الادارسة في الكفاح المسلم ضد الاستعمار فكانوا السباقين للدفاع عن مقدساتهم وارضهم في عهد جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله تراه وبقيادته الحكيمة المتبصرة وعزيمته القوية التي كانت لا تضغن ولا تلين لها قناة في وجه المستعمر الغاضب الذي كان يضيق ذرعا بالشرفاء الأجلاء ويغتاظ مما يراه فيه من مظاهر الحب والولاء والطاعة والاخلاص والوفاء الذي ان دل على شئ انما يدل على مدى التلاحم المتماسك والترابط المتين والتجاوب الروحي العميق القائم بين الشعب وملكه والتشبت بعرشه العلوي المجيد والوقوف خلفه والاستماتة معه لتحقيق المجد والحرية والكرامة المعهودة لهذا البلد الكريم وابنائه .

وكان الشرفاء الادارسة يؤمنون بان الملك وعرشه المغربي يشخص سيادة الامة ويكون احد مقدساتها الدينية والوطنية التي اجمعت عليها الامة وتلتقي حولها بجميع مكوناتها وشرائعهاا الاجتماعية خلف عن سلف وجيلا بعد جيل والمتمثلة في الدين والملكية الدستورية وامارة المؤمنين والوحدة الترابية والوطنية التي ينضوي تحت لوائها ويعتز بها ويحافظ عليه جميع المواطنين وهاهم الشرفاء اليوم يواصلون ماكان عليه اسلافهم بنفس العزيمة والروح والايمان والحماس والاعتزاز في عهد حفيد محمد الخامس والاب البار للحسن الثاني ووارث سره امير المؤمنين جلالة االملك محمد السادس ادامه الله بالنصر والتأييد .

لقد اولى الملوك العلويين عناية شاملة وفائقة بآل البيت الطاهرين منذ تاسيس الدولة العلوية الشريفة ووضعوا لديهم ظهائر ملكية شريفة تدعمهم وتقويهم كما فعل المولى اسماعيل مع الشرفاء المغاربين والسباعيين والوزانيين وحفيده سيدي محمد القاضي وغيرهم …

وتشهد كتب التاريخ والانباء عن كثرة الظهاءر المولوية الشريفة التي تثبت حق آل البيت في الاحترام والتقدير كما اوصى علماء الاسلام بهم خيرا واعتبروا احتقارهم والتعدي على حقوقهم وممتلكاتهم والطعن في نسبهم عمدا خروج عن الدين وخير دليل على اهتمام العلماء والفقهاء بآل البيت االأخيار قول الامام الشافعي رضي الله عنه وارضاه بآل البيت حبكم فرض من الله في القآن انزله يكفيكم من عظيم المجد انكم من لم يصل عليكم لا صلاة له .

فمن اجل خدمة آل البيت الأخيار والدفاع عن مصالحهم والنهوض بمستواهم الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي تاسست رابطة الشرفاء الادارسة بالمغرب الشريف على ايدي رجال اوفياء شعارهم الخالد هو الله الوطن الملك واستطاعت ان تلبي قسطا وافرا من حاجيات ورغبات الشرفاء الابرار بفضل كلمة ووعي جميع اعضاء الرابطة وعلى راسهم الرئيس العام للرابطة الشريف مولاي المختار ارغيوا الذي يعودله الفضل في تجديد المكتب الوطني وتنقيته من اشخاص لا ينتسبون في حال من الاحوال الى الشرفاء بسلوكياتهم المشينة والاساءة الى الشرفاء باخذ اموالهم بدون وجه حق باعطائهم بطائق مزورة وشجرات وهمية بدون ترخيص كما ان السيد الشريف رقى الرابطة الى اعلى مستوى بتاسيس فروع الرابطة عبر جهات المملكة كما قام ذل بتكليف مفتشي الرابطة من خيرة شباب هذا الوطن الذين لهم غيرة وحب لهذا الوطن وملكه لجمع شتات ال البيت الطاهر وتوحيد صفوفهم والعمل على تحقيق اهدافهم السامية المتمثلة في البنود التالية :

جمع شتات الشرفاء الأدارسة وبدون استثناء وربط الصلة بينهم وبين الدوائر المسؤولة .

تنمية الدراسات وتشجيع الأبحاث في المجال الثقافي والاجتماعي وخاصة فيما يتعلق بالوعظ والارشاد ومحاربة التطرف بكل اشكاله والدعوة الى نبذ العنف والى التسامح والوسطية والابتعاد عن المذاهب الشيعية وما شابه ذلك والتمسك بالمذهب المالكي .

تنظيم المحاضرات والندوات واللقاءات العلمية والسهرات والحفلات الثقافية والفنية التي تحقق هذه الأهداف .

ربط علاقات التعاون والتبادل مع الجمعيات والمؤسسات والمراكز ذات التوجه الوطني والتنسيق مع جميع الجمعيات والمؤسسات الحكومية والغير الحكومية والوطنية والأجنبية لتفعيل اهداف الرابطة

التكوين الخلقي وتقوية العلاقات الاجتماعية والثقافية والخيرية مع سائر افراد المجتمع

العمل في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من اجل تحسين الاوضاع الاجتماعية والثقافية والتربوية وتطوير برامج الشراكة والتعاون .

تنظيم رحلات ثقافية واجتماعية داخل وخارج المملكة وزيارة اضرحة الاولياء والزوايا ورد الاعتبار لما كانت تقوم به من دور ثقافي واجتماعي

خلق دورات تكوينية لمحو ومحاربة الامية.

القيام بحملات اعلامية من اجل التعريف باهداف الرابطة وتاريخ الشرفاء عبر مختلف العصور

تقوية علاقات التعاون والصداقة والأخوة بين المملكة المغربية الشريفة وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة فيما يخص المجالات الثقافية والإجتماعية والخيرية .

خدمة المصالح العليا للمملكة المغربية الشريفة بنشر روح السلم والتسامح وقيم الاسلام القائمة على الوسط والاعتدال بين مكونات المجتمع

ان العرش المغربي منذ المولى ادريس الاول رضي الله عنه الى مولانا سبط رسول الله امير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله كان ولايزال وسيبقى عرشا يستمد اصالته وشرعيته من البيعة الشرعية والاجماع الوطني والمحبة الصادقة التي يكنها الشعب المغربي الشريف لملوكه العلويين الاشراف الذين عبروا بمواقفهم الحكيمة المتبصرة والمشرفة في احرج الظروف عن الدفاع عن مقدسات الامة فأعطوا بذلك مثالا واقعيا وبطوليا عن صدقهم ووفائهم لعهد البيعة فتعلق بهم الشعب وصدق فيهم قول الحق سبحان وتعالى ( من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق اله العظيم لقد كان ابانا محمد الخامس طيب الله تراه رمزا للتضحية والكفاح والصمود متخلقا باطيب الشمائل مشتملا على الروح الدينية الصافية والوطنية الصادقة المخلصة .مهتما بقضايا الجيران خاصة والامة الاسلامية عامة محبا للخير لجميع افرادهم وشعوبهم وبلادهم باعتبارهم امة واحدة كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وكالبنيان المرصوص المتماسك القوي يشد بعضه بعضا .

فرحم الله بطلا كان بمثابة الصالحين بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله تراهما واسكنهما فسيح جناته جنات النعيم وجمعهما مع جدهم المصطفى الامين وحشرهما مع النبيئين والصادقين والشهداء الصالحين

وبارك الله لنا في حياة امير المؤمنين حامي حمى الملة والدين واجرى الخير والصلاح كله عل يديه للوطن والدين والاسلام والمسلمين وايده بالنصر والفتح من عنده وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم واقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الامير الجليل مولاي الحسن وحقق فيه كل امل ورجاء وشد ازر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الامير المجيد مولاي رشيد وحفظه في كافة الاسرة الملكية الشريفة انه سميع مجيب

المغربية عدد 16 / 15 شتنبر 2009

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *